كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



كما يقرر اليهود تدمير التراث، وتشويه صورة الماضي في نظر الجيل الحاضر، ويتم ذلك من خلال دراسة الجوانب المظلمة من التاريخ القديم، وإبراز الصفحات السوداء بهدف طمس العصور الماضية من المذاكرة، وإخراج جيل يكفر بكل ما هو قديم ولو كان وحيًا سماويًا، ويؤمن بكل ما هو جديد ولو كان إلحادًا أرضيًا!!.
ويعترف اليهود في نهاية هذا البروتوكول أنهم الذين وضعوا أخطر نظام لإخضاع عقول البشر، وهو نظام التربية البرهانية!!. أو التعليم بالنظر، وخلاصته: «تعليم الناس الحقائق عن طريق البراهين النظرية، والمناقشات الفكرية، لا التعليم عن طريق ملاحظة الأمثلة وإجراء التجارب عليها للوصول إلى الحقائق أو القواعد العامة، والتربية في أكثر مدارسنا برهانية! تهتم بإثبات الحقيقة بالبرهان النظري عليها، ومن شأن هذه الطريقة أن تفقد الإنسان ملكة الملاحظة الصادقة، والاستقلال في إدراك الحقائق، وفهم الفروق الكبيرة أو الصغيرة بين الأشياء المتشابهة ظاهرًا، وهى على العكس من طريقة التربية بالمشاهدة والملاحظة والتجربة ودراسة الجزئيات، وهذه الطريقة الأخيرة تعود الإنسان على حسن الملاحظة والاستقلال الفكري والمتميز الصحيح بين الأشياء، والتربية البرهانية غلابا استدلالية، والثانية غالبا استقرائية تجريبية، وضرر التربية البرهانية أكثر من نفعها، فهي تمسخ العقل، وتمد له في الغرور والعمى والكسل والتواكل».
وفى البروتوكول السابع عشر:
يذكر اليهود أن احترام القانون يجعل الناس يشبون باردين قساة عنيدين، ويجردهم- كذلك- من كل مبادئهم، ويحملهم على أن ينظروا إلى الحياة نظرة غير إنسانية، بل قانونية محضة!!
ثم يستطرد اليهود قائلين: (لا محامى يرفض أبدا الدفاع عن أي قضية إنه سيحاول الحصول على البراءة بكل الأثمان بالتمسك بالنقط الاحتمالية الصغيرة في التشريع!!).
كما يقرر اليهود موقفهم من العلماء ورجال الدين، فيقولون: (قد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين- غير اليهود- في أعين الناس!! وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كئودا في طريقنا وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوما فيوما، واليوم تسود حرية العقيدة في كل مكان، وسوف نقصر رجال الدين وتعاليمهم على جانب صغير جدا من الحياة!!).
وفى البرتوكول الثامن عشر:
يقارن اليهود بين حكومتهم المرتقبة، والحكومات الأخرى، ويضعون علامة تعرف بها الحكومة الضعيفة فيقولون: (إن حراسة الملك جهارا تساوى الاعتراف بضعف قوته!! وإن حاكما سيكون دائما في وسط شعبه!!).
وهذا من علامات قوة الحاكم عند اليهود أن يمشى في الشارع بلا حراسة معلنة، إشارة إلى قوته وهيبته وتقديس شعبه له.
وفى البروتوكول التاسع عشر:
يذكر اليهود أن الثورة- أى: ثورة الشعوب على الحكومات- ليست أكثر من نباح كلب على فيل!! وليس على الفيل إلا أن يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح!.
وقد أوحى اليهود- كما يقولون- إلى غيرهم من الشعوب أن القاتل السياسي شهيد!! مما جعل الكثير من الشعوب تتمرد على حكوماتها طمعا في إدراك الشهادة المزعومة بقتل القادة ورجال السياسة، مما أشاع حالة من الفوضى والاضطراب في كثير من الدول بعد أن استغل اليهود جهل أبنائها الذين أصبحوا بلا إرادة مستقلة، يفكرون بعقول غيرهم، وينظرون بغير عيونهم!!.
وفى البروتوكول العشرين:
يتحدث اليهود عن المال، ودوره الخطير، وتأثيره على الحكومات والشعوب، كما يتحدثون عن القواعد والأسس التي سيكون عليها النظام المالى في الحكومة اليهودية المرتقبة، ويمكن للقارئ الوقوف على هذا الجزء من المخطط اليهودى من خلال النصوص الآتية:
«حين نصل إلى السلطة فإن حكومتنا الأوتوقراطية- من أجل مصلحتها الذاتية- ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور، وستذكر دائما ذلك الدور الذي ينبغى أن تلعبه، وأعنى به دور المحامى الأبوى».
* «إن فرض ضرائب تصاعدية على الأملاك هو خير الوسائل لمواجهة التكاليف الحكومية، وهكذا تدفع الضرائب دون أن ترهق الناس، ودون أن يفلسوا».
وأريد أن يتذكر القارئ أن هذا الكلام قد كتبه اليهود في سنة (1901م) ونحن الآن في سنة (1996م)؟.
* «وستكون هناك ضرائب دمغة تصاعدية على المبيعات والمشتريات».
* «ولن يكون الملك في حكومتنا محوطًا بالحاشية التي يرقصون عادة في خدمة الملك من أجل الأُبَّهة، ولا يهتمون إلا بأمورهم الخاصة مبتعدين جانبا عن العمل لسعادة الدولة».
* «والحكام الأمميون- غير اليهود- من جراء إهمالهم، أو بسبب فساد وزرائهم، أو جهلهم- قد جروا بلادهم إلى الاستدانة من بنوكنا؟ حتى إنهم لا يستطيعون تأدية هذه الديون».
وفى نهاية هذا البروتوكول يقرر اليهود حقيقة واقعة فيقول زعيمهم في مؤتمر حكماء صهيون: «وأنتم أنفسكم تعرفون إلى أي مدى من الاختلال المالى قد بلغوا بإهمالهم الذاتى، فلقد انتهوا إلى إفلاس رغم كل المجهودات الشاقة التي يبذلها رعاياهم التعساء».
وبعد أيها القارئ الكريم: إن قراءة هذه الحلقات المتتابعة عن أصابع اليهود الخفية التي تعبث بسياسات الحكومات، واقتصاد الشعوب المسلمة- هذه القراءة توقفك على حقائق مذهلة وخصائص فاسدة قد انفرد بها اليهود، وتحدث عنها القرآن الكريم في مواضع مختلفة.
ومع هذا فنحن بحاجة ماسة- بعد القراءة والتدبر- إلى أمر أهم وهو المقارنة بين أقوال اليهود والواقع الذي يعيشه العالم اليوم.
إن الحقيقة المؤلمة يعبر عنها واقع الأمة، فلقد نجح اليهود نجاحا ظاهرا في تنفيذ المؤامرة، واختراق جسد الأمة الضعيف.
وفى البرتوكول الحادي والعشرين وكذلك الثانى والعشرين:
يتحدث اليهود عن السياسة المالية لتدولتهم المرتقبة وحكومتهم المنتظرة، وتتلخص هذه السياسة في أن يحكم اليهود قبضتهم على المال في جميع أنحاء العالم وأن يكون لهم نفوذ اقتصادى قوى يتمكنون معه من السيطرة على سياسات الحكومات تمهيدا للاستيلاء عليها، ويؤكد اليهود- كعادتهم- على دور الذهب في هذه العلمية فيقولون:
(في أيدينا تتركز أعظم قوة في الأيام الحاضرة وأعنى بها الذهب ففي خلال يومين نستطيع أن نسحب أي مقدار منه من حجرات كنزنا السَّريَّة!!!).
وفى البروتوكول الثالث والعشرين:
يتحدث اليهود عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ظل حكومتهم المرتقبة، وذلك من خلال النصوص الآتية:
* «يجب أن يدرب الناس على الحشمة والحياء كى يعتادوا الطاعة».
* «إن الطبالة هي الخطر الأكبر على الحكومة، وستكون هذه البطاقة قد أنجزت عملها حالما تبلغنا طريق السلطة».
وهذا يعنى أن البطالة تفيد اليهود جدا، إذا وجدت في الدول غير اليهودية بما تخلقه من مشاكل وقلاقل للحكومات، ولنفس السبب فإنها- أى: البطالة- تضر اليهود إذا كانت في دولتهم.
* «يجب أن يظهر الملك الذي سيحل الحكومات القائمة التي ظلت تعيش على جمهور قد تمكنا نحن أنفسنا من إفساد أخلاقه خلال نيران الفوضى، وإن هذا الملك يجب أن يبدأ بإطفاء هذه النيران التي تندلع اندلاعًا مطردًا من كل الجهات، ولكي يصل الملك إلى هذه النتيجة يجب أن يدمر كل الهيئات التي قد تكون أصل هذه النيران؟! ولو اقتضاه ذلك إلى أن يسفك دمه، هو ذاته».
* (إن ملكنا سيكون مختارًا من عند الله! ومعينا من أعلى، كي يدمر كل الأفكار التي تغرى بها الغريزة لا العقل!!).
وفى البروتوكول الأخير، وهو الرابع والعشرون:
يقرر زعيم اليهود الأسلوب الأمثل الذي تقوى به دولة الملك داود حتى تستمر إلى اليوم الآخر!!
ويبين أنه لكى يصون اليهود دولتهم فإنهن ينبغى عليهم أن يقوموا بتوجيه الجنس البشرى كله وتعليمه! أو بمعنى أخر امتلاك عقول البشر بحيث لا يبقى لك شيء تفكر به، ولا يكون من حقك أن تفكر لنفسك، ولا أن تشارك برأى، ويصل اليهود إلى ذلك من خلال الاستحواذ الكامل على العقل البشرى والرأى العام عن طريق وسائل الإعلام، واستغلال وسائل أخرى اقتصادية واجتماعية لتحقيق ذلك الهدف.
كما يقرر اليهود- أيضا- أن شيوخهم لن يأتمنوا على أزمة الحكم إلا الرجال القادرين على أن يحكمونا حكما جازما ولو كان عنيفا!
ثم يختتمون البروتوكولات بحقيقة واقعة قد نجح اليهود في تحقيقها، وهى بذر العداوة والكراهية والخوف بين الشعب والحكومة في البلاد غير اليهودية.
* يقول حكماء صهيون: (ولكي يكون الملك محبوبا ومعظما من رعاياه يجب أن يخاطبهم جهارا مرات كثيرة، فمثل هذه الإجراءات ستجعل القوتين في انسجام: أعنى قوة الشعب وقوة الملك اللتين قد فصلنا بينهما في البلاد غير اليهودية بإبقائنا كلا منهما في خوف دائم من الأخرى! وقد كان لزاما علينا أن نبقى كلتا القوتين في خوف من الأخرى، لأنهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا!!).
وفى «نهاية البروتوكولات كتبت هذه العبارة»:
«وقعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة والثلاثين».
وبعد أيها القارئ الكريم:
لقد انتهينا من عرض القدر الذي تم اكتشافه من بروتوكولات حكماء صهيون، ولا أظن أن أحدا يفكر الان في اكتشاف المزيد منها، لأنه يراها في الواقع الذي حوله قبل أن يراها مسطرة في أوراق.
وذلك لأن اليهود لم يقفوا عند حد الكلام كعادة غيرهم، بل طبقوا هذه المقررات التي أجمع عليها زعماؤهم بغير تردد أو توقف، واستخدموا في سبيل ذلك أخس الوسائل وأقذرها دون أن يرقوا في أحدٍ إلا ولا ذمة! ولقد استخدموا النساء بصور في غاية القبح لتحقيق مآربهم، حتى إن كثيرا من زعماء الدول الغربية والمشهورين فيها كالعلماء والفنانين والأدباء وقادة الجيوش، ورؤساء المصالح والشركات لهم زوجات أو خليلات أو مديرات لمنازلهم من اليهوديات، يطلعن على أسرارهم، ويوجهن عقولهم، وجهودهم لمساعدة اليهود، أو العطف عليهم، أو كف الأذى عنهم، كما أن اليهود كانوا يشترون الأراضي من عرب فلسطين بأثمان غالية، ثم يسلطون نساءهم وخمورهم على هؤلاء العرب حتى يبتزوا منهم الأموال التي دفعوها لهم!!
وعندما سعى اليهود عمليا لإقامة دولة لهم في فلسطين كانت أكبر عقبة أمامهم هي الخلافة الإسلامية التي تحول بينهم وبين ما يشتهون، فعملوا بكل الوسائل حتى تم لهم القضاء على الخلافة الإسلامية، وأقاموا مكانها في تركيا كما هو معلوم حكومة علمانية لا دينية بقيادة «مصطفى كمال أتاتورك» صنيعة اليهود، والذى عمل جاهدا على تغيير الهوية الإسلامية في تركيا، وتحقق له ذلك في فترة قصيرة.
واليوم يجوس اليهود خلال الديار، ويعيثون في الأرض فسادا، والأحداث الأخيرة في فلسطين تعكس الخطورة البالغة التي وصل إليها الوضع بين المسلمين واليهود.
فاليهود يسعون جاهدين إلى تدمير المسجد الأقصى بطرق ملتوية غير مباشرة، يدفعهم إلى ذلك خبث ودهاء لا نظير لهما، وذلك أن اليهود يعلمون علم اليقين أن قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ترتبط ارتباطا وثيقا بالمسجد الأقصى لما له من منزلة عظيمة تتعلق بالإسراء والمعراج، وكذلك فضل الصلاة فيه.
ويريد اليهود أن يقطعوا هذه الصلة الإيمانية بين المسلمين والقدس، وحيث ترى هذه الصلة أشد الأسلحة فتكا باليهود، وهذا هو الدافع الحقيقة وراء إنشاء نفق سياحى تحت جدران المسجد الأقصى.
وبقى أن يقال: إن المسلمين قد أعطوا اليهود فرصة ذهبية تمكنهم من السلب والنهب والعتو والظلم والقتل والعدوان.
أقول: إن المسلمين قد فعلوا ذلك لما أعرضوا عن دينهم، وانحرفوا عن صراط ربهم، فتداعت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لنا اليوم إلا مخرج واحد: توبة صادقة، وعود حميد إلى التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم.